لا أعلم من أين أبدأ. أنا متزوجة من سنتين، ولدى طفل عمره شهرين و كنت متزوجة
عن حب، وزوجي شخص طيب جداً، لكن المشكلة أنني أشعر أن بيني وبينه حاجز، بالرغم من أننا نتحدث بصراحة في أوقات كثيرة، فأنا رومانسية، إلي حد كبير، و هو روتيني إلي حد كبير أيضاً، بمعنى أنى أبعث إليه رسائل حب، يستقبلها و لكنه لا يكلف نفسه حتى عناء الشكر، أعلم أنك ستقولين لي هذا حال كل الأزواج. لكنني متأكدة أن هذا ليس حالهم كلهم، قبل أن يحدث الحمل هو كان لديه حياته وأصدقائه، وأنا كذلك أما الآن فهو يعيش حياته، و يريدني أنا أن لا أخرج مع أصدقائي بحجة أنه خائف على ابننا…. .. مع العلم باني لا أفعل شيئا في حياتي إلا الحفاظ على راحة ابننا، و لكنني مللت الحياة معه فأين حياتي؟ إنني لا أجده في حياتي.. فأنا أكافح لكي أكسر الحاجز بيني وبينه بكافه الطرق و لكنه لا يساعدني و أنا وحدي لا أستطيع فعل شيئا.. رغم أنني لا أطلب الكثير فقط أطلب حبه لى، أعلم آنه يحبني و لكنني امرأة كأي امرأة تريد أن تسمع كلام حلو… حتى عندما نمارس حياتنا الزوجية أنا التي أقول له إنني أريدك و عندما سألته لماذا لا تطلبني مثلما أطلبك انا، يكون رده أنا أريدك كل الأوقات، ولذلك هو لا يريد أن يضغط على، فهل هذا معقول؟ لقد مللت هذه الحياة، ولا أعلم ماذا أفعل؟.. شكرا
ميرا – تونس
صديقتي أهلاً بك، من حقك أن تملي حياتك وتقلقي بشأن الاطمئنان علي حب زوجك لك، لكن يا صديقتي كل مشكلة ولها ألف حل فقط لو تروينا وفكرنا بقليل من العقل و شئ من الحنكة والذكاء، تقولين إن زوجك شخص طيب وأنكما تزوجتما عن حب، وتقولين أيضاً أنك متأكدة من حبه لك، كل ذلك سيوفر عليك الكثير من العناء في حلك لمشكلتك، أنا لا ألومك علي شكواك لكنني فقط لا أريد لك التوقف عند مرحلة الملل والعجز عن التصرف، بل الأفضل أن تبدأي بتحريك حياتك نحو الأفضل ونحو ما تتمنيه، فالسعادة يا صديقتي ليست نجماً بعيد المنال، إنما هي في متناول أيدينا إن نحن أتقننا التصرف وأحسنا استخدام الفرص المناسبة والسعادة تحتاج منا إلي البحث الطويل والدؤوب والتنقيب المستمر عنها حتي تجدينها إذ أنها لا تصل إلا لطالبيها ومريديها ولطاملا أرادها الكثيرون وخطب ودها الكثيرون ولم ينالوها ،
يا صديقتي استبدلي عينك الناقدة الفاحصة التي تري العيوب والأخطاء بعين أخري إيجابية بناءة تري المزايا وتشيد بها وتتغافل عن الأخطاء وتري أنها اقل من أن نتوقف عندها، لأن الحياة لا تستحق ان نضيعها في النبش عن عيوب الآخرين خاصة لوكانوا هم أقرب الناس إلينا ومن حقنا عليهم أن نكون ستراً لعيوبهم وحافظين لأسرارهم
حاولي البحث عن إيجابيات زوجك وقدريها حق قدرها وستجدين أنها كثيرة، أيضاً استمعي إلي زوجك فربما لديه بعض المشاكل وناقشيه بشكل حضاري وعقلاني دون انفعال أو عصبية ، ولعل الحوار الهادي بينكما يخلق جواً من الانسجام والتوافق الفكري الذي بدوره يسقط العديد من الحواجز بينكما، عودي نفسك تقبل شريك الحياة مهما كانت عيوبه، وامنحيه الحب والاهتمام، فمن يزرع الحيب لن يحصد إلا الحب ولو بعد حين، فقد يكون ذلك إشارة خضراء تمنح زوجك الثقة بك وبحبك له وبالتالي تزداد ثقته بالنفس، الأمر الذي يمكنه من التعبير عن مشاعره بمنتهي الهدوء والصراحة، ولأن العلاقة بينكما متوترة رغم الحب الكبير ولأنك أنت المتضررة فعليك أن تبدئي أنت باتخاذ الخطوات الإيجابية لإعادة الحب وبناء جسر المودة بينكما، فعلي الأقل كفي عن هجومك الدائم علي زوجك ولو بينك وبين نفسك وابدئي في إظهار الحب والاهتمام والرقة ليعلم أنك دائماً مكان الحب والراحة والسكينة التي يلجأ إليها،