زوجتي طيبة ومؤدبة بس يغلب عليها الطابع العصبي وبالنسبة لي انا آخر شيء في أجندتها هما كله طبعاً هي مدرسة هما كله العمل والتدريس، وبالنسبة لي آخر شئ تفكر فيه هذا له أثر كبير أنعكس على كل حياتي ونصحتها كثيرا وللأسف لم يتغير شيء أرجو من حضرتك حل لمشكلتي وشكرا جزيلاً
أبو مودة – أبو ظبي
واقرأ ايضاً :
انفصلت عن زوجي الأول ورضيت أكون زوجة رابعة ..ندمانة !!
أكره زوجي لأنه حرمني من الخلفة !!
زوجي بيشك فيا وبيفكر يتجوز واحدة تانية
كتبت مشكلتك باختصار شديد فلم توضح، عمرك وعمر زوجك وعد سنوات زواجكما وهل لديك أولاد أم لا؟ علي أي الأحول الصفات التي ذكرتها في زوجتك ليست عيوباً جوهرية، بل يمكن التعايش معها واحتمال الحياة ويمكن أيضاً تغييرها وترويضها، فيكفيك أنها طيبة ومؤدبة ما يعني أنك بإمكانك تقويم ما اعوج فيها، فطموح العمل مؤكد أنه عائد إلي إهمالك لها الأمر الذي يجعلها تتشبث بالعمل فتري فيه الأمان لها، اسأل نفسك لماذا هي تهتم بعملها علي حساب اهتمامها بك، فقد تجد في العمل ما يعوضها ويقويها ويمنحها الثقة بالنفس، قد تكون لديها مشكلة ما تعاني منها وتفقدها الثقة والأمان، قد يكون العيب فيك أنت وأنت لا تدري ذلك، فقد تفتقر للطرق التي تكسب بها ودها وثقتها وتفلح في التواصل معها وامتلاك قلبها، فتنغمس أنت في التفكير وتغرق هي في العمل.
ابحث عن الحلقة المفقودة بينكما لك اهتمامات وأولويات مفضلة عليها، قد تكون أنت سبب إهمالها لك، قد تكون ذات طموح ترغب في تحقيقه وهذا ليس عيباً، جرب بدلا من أن تشكوها وتبتعد عنها، من أعلمها أنك يضيق صدركً بعملها؟ لماذا لم تصارحها بما يعتمل في قلبك، لما لم توجهها نحو الاهتمام بك، الوسطية والاعتدال في كل شيء أمور مطلوبة و بها تستقيم الحياة لأن التطرف أمر شائن، فليس مطلوب من زوجتك سوي موازنة أمورها الحياتية ووضعك علي قائمة الأولويات مثل هذه الأمور تتم بالتفاهم والود وبذل أقصي الجهد لتقريب وجهات النظر، فما لا يدرك كله لا يترك كله، ليس معني أن يكون في زوجتك عيب أن تبدأ بالابتعاد عنها والانزواء جانباً والشكوى يمنها والضجر من تصرفها، أنت رجل بيده دفة الأمر ومقاليده، بيدك كل شيء ابدأ أنت بالتفتيش عن عيوبك ونواقصك.
فكما لزوجتك عيب بالتأكيد لك أنت أيضاً ألف عيب عالج هذه العيوب، بعد أن تتعرف إليها وبعد أن تعرف وجهة زوجتك وسر تفضيلها للعمل وطموحها الزائد فيه، وسر ابتعادها عنك هل لعيب فيك وتقصير منك أم أن ذلك طبع أصيل فيها، حاول مهما كلفك ذلك من مشاق ومتاعب فأنت غير راض عن حياتك بهذه الصورة، فلما لا تسعي سعيك الإيجابي نحو تحسين حياتك بكل وسيلة، لأن مشكلتك بسيطة جداً وحلها ميسور، لكنك لم تحاول الإقدام علي الحل فقد شغلتك الشكوى، أنا أقول إن الحل بيدك ليس لأنك رجل فقط وبيده مقاليد أمره، بل لأنك تدرك أين المشكلة، فمعرفتنا بالمشكلة وتحديدها هو أول الطريق السليم نحو التمكن من الحل، فمهما كانت المشكلة لا يجب علي الإطلاق أن نغلق باب الأمل في إمكانية إصلاح من يهمنا أمرهم، المهم أن نكون مخلصين صادقين موقنين بالنتيجة آملين في تحقق الهدف وإيجابيته،
المهم ألا تسلم بمنطق العاجز الذي لا يملك حيلة من أمره، فالناس لا تكتشف معادنها وأصالتها إلا أوقات الشدائد والمحن.
وأنت لن تستطيع اكتشاف معدن زوجتك الآن طالما أن سفينة الحياة تسير بكما في بحر هاديء لا موج فيه ولا تحديات، فرحلة الزواج تستحق منا أن نجاهد ونكافح من اجل الوصول بها إلي بر آمن يسعد الطرفين ويحق أحلامهما في حياة طرفاها متوافقين متواصلين، يبذل كل منهما الجهد ففي سبيل إسعاد الآخر، دون ضيق أو ملل بل بصبر ورضا وشكر لله لأن الرضا يديم النعم والشكر يزيدها.
عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية