أنا فتاة عمري 26 سنة أحب شخص عمره 50 عام ومتزوج وليه اطفال يواعدني كثير بالزواج ولم يفعل شئ والآن تمت خطبتي على شاب يكبرني بعامين، ومحترم جداً ويخاف عليا كثيراً وأنا أحب الثاني، وكلما حاولت نسيانه والابتعاد عن طريقي أجده يشغلني فقط بالكلام والنظرات دون أن يتخذ أية خطوة إيجابية، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ فانا من ناحية لا أريد أن أضيع الشخص الذي يحبني وهو خطيبي، ومن ناحية أخري لا أستطيع الابتعاد عن هذا الرجل برغم كل عيوبه، لذا أرجو المساعدة لأني لا أنام الليل وشكراً
ميادي – مصر
صديقتي أهلاً بك، ومبارك خطوبتك التي أراها جاءت في وقتها المناسب جداً، وأري أيضاً أنك خيراً فعلت أن وافقت عليه لكونه شخص محترم ويحبك ولكونه أيضاً متكافئ معك من ناحية العمر، فأنت شابة صغيرة هو في مثل عمرك، ومن المؤكد أن درجة التوافق بينكما ستكون كبيرة بحكم السن علي الأقل وبحكم أنه محترم دخل البيت من بابه رغم صغر سنه فهو احترمك واحترم نفسه، ولم يلف أو يدور، كما فعل هذا المتصابي الذي برغم أن عمره ضعف عمرك، إلا أنه يبدو من خلال رسالتك شخص غير محترم بالمرة بل وغير متزن أيضاً لأنه يتلاعب بك و يتسلي فهو العجوز المتصابي الذي يريد أن يسترد شبابه علي حسابك وحساب حياتك وسمعتك فيسعى بلؤمه وخبثه لهدمها، لتكوني له لعبة يلعب بها حتى يحطمها، ثم يتركها ذليلة كسيرة لا يجرؤ علي الاقتراب منها أحد.
صديقتي لا يليق بك وأنت مخطوبة أن تتصرفي بهذا الشكل وتستجيبي لسخافاته ومرواغاته وأنانيته المفرطة في إثبات نه مازال مرغوباً ول زالله تأثيره حتي علي الشابات الصغيرات، إنه لا يحبك ولا يعقل أن يكون كذلك لأن الحب برئ منه ومن أمثاله، فالحب ليس مجرد نظرات وتسبيلات وكلام فارغ وتصرفات حمقاء لا تليق برجل في مثل سنه يفترض فيه العقل والوقار والرزانة أن يتصرف مثل هذه التصرفات الصبيانية الخائبة التي تدل علي الرعونة وفقدان الضمير وعدم النخوة، الأمر لا يحتاج منك كل هذا التردد لأنه بحسبة بسيطة جداً وبمقارنة أبسط بين خطيبك وبين هذا العجوز الوقح ستؤكد لك انك تسيرين في الاتجاه الصحيح، وإن كان من الظلم أن تقارني خطيبك هذا الشاب المحترم بشخص أقل ما يوصم به أنه قليل المروءة، وغن كان الأمر كله لا يستحق منك الحيرة التي أنت عليها ولا القلق الذي ينتابك ولا الجهد الذي بذلته في كتابة رسالتك والذي يجب أن تدخرينه للتفكير في مستقبلك وزواجك السعيد إن شاء الله، وهو ما يجب ان يكون في تفكيرك وما عداه ليس سوي معاترات فحتي لو افترضنا ان هذا الشخص قد يتزوجك يوماً ما فهل تصورت شكل الحياة بينكما بعد عشر سنوات عندما تكوني انت في منتصف الثلاثينات وهو في الستين، هل تصورت أن الحياة بينكما ستستقيم بوجود زوجة أولي وأولاد، وإن كنت أظن انك لم تفكري في كل ذلك إنما توقفت قدماك عند نهر الحب الذي تصورت انه يكفيك الوقوف أمامه مضيعة حياتك بلا هدف سوي الحب العبيط الذي لايجني صاحبه من ورائه سوي الندم والذي يورد أتباعه موارد الهلاك
عواطف عبد الحميد
[email protected]