أحبائي فريق العمل بركن أوتار القلوب…. أسف جداً أن اقتحمت هذا الركن دون استئذان…. فعلى ما يبدو أن هذا الركن مخصص للنساء فقط…. ولكن متابعتي لكم طيلة 5 أعوام كانت شفيعي إليكم حتى تقبلوا اعتذاري.
الإخوة والأخوات…. كنت أطالع دائما الرسائل الغريبة التي ترسلها الزوجات الخائنات إلى الباب و أتابع الرد… لم أكن أتصور يوماً أن تخون امرأة زوجها… كنت اعتبر من تفعل ذلك معذورة وكنت ألقى بالمسئولية كاملة على عاتق الزوج، ولم أكن أتصور أنني سوف أوضع في نفس المأزق
حتى لا أطيل عليكم… وحتى أوجه نظر كل إخواني من الرجال ألا يثقوا في زوجاتهم على طول الخط… فلقد تزوجنا منذ19سنه…. أنا إنسان ملتزم والحمد لله… ولا أمجد في نفسي.. دينيا وخلقيا… بشهادة الجميع… وزوجتي تعلمت منى ذلك.. وعرفتها على أمور دينها حتى صارت الملاذ لأخواتها من النساء في أي استشارة… وسارت مركب حياتنا بأمان… أنجبنا ثلاثة أبناء.. ولد وبنتين.. وكانوا مثالا للأخلاق الحميدة لا يسمع أحد لهم صوتا… انتقلنا إلى محافظة أخرى… ونقلت زوجتي إلى العمل فيها.
وأوصيتها ان تراعى الله دائماً لأن أهل هذه المحافظة لهم كثير من التقاليد التي لا تتناسب مع تقاليدنا…. ثم لاحظت عليها تغييراً في معاملتها لي… صارت تهمل طعامي… وكلما عاتبتها قالت لي أنا كدة لو مش عاجبك طلقني… شكوت لأخواتها وهم أميون… وأخبرتهم أنها إن لم تتغير فسوف أتزوج غيرها… ثم مرت الأيام ونحن في مشاكل… ولم أكن أتخيل أنها قد تخونني في يوم من الأيام… حتى وجدت وأنا أبحث في غرفتها موبايل… هذا منذ عامين… ارتجفت هي عندما أمسكته… وفى سابقة خطيرة أتت بسكين وحاولت قتلى أو أخذ الموبايل.
المهم أفرغت الاتصالات فعلمت أنها على علاقة بزوج صديقتها…. ضربتها.. اعترفت لي أن عمر هذه العلاقة 4سنوات… وأنها ارتكبت معه الفاحشة…. وأن الذي دفعها لذلك أمها وأخواتها… بل وعرفت أنها كانت تسرق من المحل الذي أملكة وتقف هي فيه في غيابي وتعطى هذا العشيق لينفق على أسرته لأنه عاطل وهارب من أحكام… بل وقد بنت بيتا في بلد أمها من أموالى وكانوا يقولون أن أختها هي التي تملكه… المهم أنها قبلت أقدامى وقالت أنها تابت إلى الله توبة نصوحا وأنها لن تعود لذنب أبدا.. وكان هذا أمام ابن عمها…. وطلبت منى أن أطلقها… وسوف تكون نعم الزوجة… وطلبت منى أن أتزوج حسب رغبتي… لقد قبلت هذا الوضع حفاظا على أولادي.. وتأكدت من صدق توبتها… فهل أنا مخطىء؟؟ للعلم أنا تزوجت من زوجة ثانية… والحمد لله
زوج مخدوع – مصر
أخي أهلاً صديقاً قديماً لصفحة “أوتار القلوب”، في الحقيقة لا داعي للاعتذار فالصفحة ليست مخصصة للنساء فقط إنما هي صفحة لكل قراء الباب وهي صديقة للمجروحين والمكلومين أينما كانوا، وشكراً لثقتك بنا نسال الله أن نكون أهلاً لهذه الثقة
فلندخل إذن إلي موضوع مشكلتك، أولاَ أحييك علي موقفك النبيل الرائع، فقد تصرفت بأسلوب حضاري ومحترم فهو يدل علي أنك تعرف حدود ربك، فقد تصرفت وفق ما تمليه عليك الآية الكريمة ” والكاظمين الغيظ والعافيين عن الناس ” فقد كظمت غيظك وتصرفت مع زوجتك باحترام شديد ورقي قل أن يتصرف به رجل مر بما مررت به، وعفوت عن زوجتك وسامحتها، وهذا تصرف أكثر روعة فقد سموت وارتفعت علي تصرفها الدنيء الحقير.
والآن هي تابت وتأكدت من توبتها، لكن ييدو أن نفسك لا زالت تأنف منها ولم تغفر لها خيانتها بشكل كامل فرسالتك هذه تؤكد أنك لم تنسي مرارة الخيانة وهذا حقك ” لا يكلف الله نفساً إلا وسعها “، لكن يا أخ العزيز، لقد أحسنت التصرف حين فعلت ما فعلت وقد تأكدت من أنها تابت توبة نصوحاً وأنت ترقب ذلك ومتأكد من توبتها، بل وقد تزوجت عليها نكاية فيها، فماذا إذن؟؟
يا أخي الفاضل.. أنا لا أدافع عن إثمها وخاصة أن الخيانة هي أسواً شئ في الدنيا وهي مجرمة من كل النصوص الإلهية والدساتير والأعراف الدولية وهي مرفوضة علي كل النواحي الإنسانية، لكنك سامحتها ووصلت لأعلي المراتب الإنسانية و أكثرها رقي في العالم، وقد كنت شجاعاً جداً حين أقدمت علي هذه الخطوة وكنت تتسق مع نفسك، فلماذا لا تحتسب ذلك عند الله وتعتبر أنك سامحتها طاعة لله ليس أكثر
وأنت متفق معي أخي الكريم علي أننا جميعاً بشر لا أحد منا فوق الخطأ، فكلنا نخطئ، والحديث الشريف يقول عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: “والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم استغفرتم اللّه تعالى لغفر لكم، والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء اللّه عزَّ وجلَّ بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم” (تفرد به الإمام أحمد من حديث أَنَس بن مالك).
وأنت الآن قد غفرت لها من أجل أطفالك أو لوجه الله تعالي، فقد سامحتها وانتهي الأمر، بل وتزوجت مرة أخري لتستقيم الحياة معك، فما المشكلة إذن، إذا كنت نادماً علي أنك سامحتها فلا تندم علي خير فعلته خاصة وأنك الآن متأكد من صدق توبتها، فلا تحمل نفسك أكثر مما تحتمل فقد كنت كريماً معها إلي أقصي درجة فحفظتها وحفظت سمعتها من أجل أولادك وأنت الآن مستقر في زواج آخر.
أنا لن ألومك علي كونك لم تغفر لها ولم تنسي بشكل كامل، لكنني أنصحك أخي الكريم بأن تنسي الماضي ولا تفتح علي نفسك أبواب الشك، فلا تحمل نفسك مالا طاقة لك به، فإما معاشرة بمعروف أو تسريح بإحسان، فقد تكون قدرتك علي التسامح قد توقفت عند هذا الحد وهو ما تثاب عليه.
علي أي الأحوال القرار بالنهاية يعود إليك وحدك ولن تلام علي أي قرار تتخذه فقط عليك أن تتذكر أولاً أن أطفالك من حقهم في أن ينشأوا في أسرة طبيعية وسط أبوين، ثانياً أن زوجتك رغم بشاعة خطأها قد تابت توبة نصوحاً وقد تأكد لك ذلك فضع كل ذلك في اعتبراك وفكر فيه جيداً قبل أن تقدم علي أية خطوة غير محسوب حسابها، أسأل الله لك ولنا الهداية والتوفيق والستر
عواطف عبد الحميدنتلقي مشكلاتكم علي الرابط التالي