أحببته فتركني فكرهت أهلي كلهم

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي العزيزة.. أتمنى أن تساعديني في مشكلتي التي هي أنني مزاجية نوعاً ما وحساسة وأصبحت أنظر للدنيا بنظرة سوداوية، إذ أنني أصبحت لا أطيق أهلي لأن كل منهم أناني ويحب نفسه، وأنا من طبيعتي قوية جداً، ولكني حساسة قد يؤثر علي أي شيء، وقد بدأت بالتفكير بالارتباط بأي شخص يتقدم لي حتى أتخلص منهم، مع العلم أنني في السنة الثانية في الجامعة.. أود أن أصل إلى طموحي ولكني أشعر بعجز شديد للوصول له.. أشعر بأنني فقدت احترامي أيضاً لأهلي بعد جلوس أبي في المنزل دون عمل وأزعجنا بذلك فأحاديثه مملة ويعاملنا كما كان يعامل موظفيه على أنه يجب علينا أن ننفذ ما يأمر بالثانية نفسها.. بدأت أشعر بكره له.. وأمي لا تستطيع تقدير ما يمر بي من مشاكل نفسية.. كنت أحب شاب جداً وكذلك هو ولكن ظروفه أرغمتنا على الافتراق فأصبحت بدوامة مزاجية واكتئاب وتشوش.. فأرجوك أن تدليني ما الذي أفعله حتى أخرج من هذه المشاعر المؤلمة.. وشكراً لك

nada- مصر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا ندا، واضح من مشكلتك أنك تعانين فراغاً أكثر مما تعاني من شئ آخر، وقد زاد هذا الفراغ قصة الحب الفاشلة التي انتهت بتقوقعك وانسحابك هكذا من الحياة بدون مبرر، برغم أن أغلب قصص الحب تنتهي نهايات فاشلة حتي التي تنتهي بالزواج أيضاً يكتشف أصحابها بعد وقت طال أو قصر أن الحب وهم كبير، لكن لأن شخصيتك هشة جداً لم تحتمل هذا الفشل الذي كان بالنسبة لك القشة التي قصمت ظهر البعير، فعلي أثرها تعاني من الاكتئاب، وإن لم يكن ذلك وحده هو السبب.

وإن كان السبب الأكبر في كون ارتباطك بأسرتك ضعيف ودعائمه غير قوية، وخاصة والدك الذي يبدو أنه الجزء الأكبر في مشكلتك لأنه بحسب رسالتك فقد احترامه لديك لكونه صار عاطلاً عن العمل، وبالتالي فهو كأي رجل في مثل ظروفه يدس أنفه في كل ما يحدث حوله، ويشغل نفسه بتوافه الأمور وصغائرها، والأولي بك وبأفراد أسرتك جميعاً أن تشتركوا معاً في احتواء هذا الرجل والتخفيف عنه في محنته، خاصة إذا كان ما هو فيه خارج عن إرادته حتى يخرج من أزمته ويجد عملاً آخر بديلاً عن العمل الذي فقده.

وإياك والتحدث عن كرهك لوالدك لأنه عقوق لا يليق بفتاة مهذبة جامعية مثلك أن تعق والدها وأظنك تعرفين فضل الأب وفضل الوالدين مدي تكريم القرآن الكريم والسنة المطهرة لهما والتوصية دوماً بهما وهناك في ذلك آيات كثيرة وأحاديث شتي، واعلمي أن للأب معني كبير ورمز وقيمة قل أن تعادلها قيمة أخري في الحياة فمهما كانت مساوئه فهو السند والمرفأ والظل الذي نستظل به من قسوة الحياة وفظاظتها، ولا يعرف قيمة الشئ إلا من فقده

أما أنت فأرجو ألا تستسلمي طويلاً لأحزانك وابحثي في حياتك عن بارقة أمل وبصيص من نور، وحتماً ستجدي ما يجعلك تشعرين أن الحياة ليست شراً كلها، فقط اخلعي نظارة الكآبة التي علي عينيك، وانظري للدنيا بمنظار آخر ملؤه التفاؤل والأمل والإيمان بالله والثقة بأنه سبحانه مفرج الكروب، وتذكري يا صغيرتي أن الحياة رحلة قصيرة للغاية من العبث أن نضيعها في البكاء علي الأطلال والنبش في قبور الماضي.

بل الأجدى أن تخططي لحياتك بشكل أفضل وتقفي مع نفسك وقفة طويلة تلملمي فيها أجزاءك المبعثرة، وتنسي جروحك وتعيدي ترتيب أوراق حياتك من جديد وتخططي لمستقبلك بشكل أكثر تفاؤلاً، وتعيشي حياتك بشكل يناسب المرحلة العمرية التي أنت فيها، حيث أنك في سن الشباب وعمر الزهور، هذا العمر الذي يمنح صاحبه الإشراق والتفاؤل والحيوية ويملؤه بالطموح والأمل، أما عن حبك السابق فانسيه تماماً لأن من نسيك يجب أن تنسيه، إذا فعلت كل ذلك فستجدي حياتك تغيرت بشكل سريع نحو الأفضل وستجدي من يرغب في صحبتك وصداقتك ذلك لأن الإنسان يحب صحبة المتفائلين وينفر من البكائيين كثيري الشكوي، تحياتي وتمنياتي الحارة بالتوفيق.

عواطف عبد الحميدنتلقي مشكلاتكم علي الرابط التالي

‫0 تعليق

اترك تعليقاً