خدعني باسم الحب وسابني !!

قلق
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أنا فتاة أبلغ من العمر 24طوال حياتي وأنا أعانى مشكلة البحث عن الحب الصادق الوفي تمت خطبتي مرة ولو تنجح وانهارت نفسيتي بعدها تماما وبعد ذلك حاولت دخول عالم الشات والتعارف لكي أتعارف على أشخاص وبالتالي كان من الممكن إيجاد الشخص الذي أبحث عنه ولكنى فشلت عن إيجاده في عالم الشات والدردشة الذي لم أستمر فيه سوى شهر واحد وبعدها مللت من ذلك العالم الممتلئ بالكذب والخداع فأنا لا أحب الكذب دائماً أحب الصدق فتركت هذا العالم الذي كنت أسمع عنه من بعيد وأنا مندهشة منه وعندما دخلته صدمت منه وكانت هناك آية قرانيه عندما أسمعها كانت تقتلني وهى (ولا متخذات أخدان) فتركت هذا العالم.

بعدها حاولت العثور على موقع للزواج الإسلامي وبالفعل وجدته ودخلته متصفحه فقط ولست مشتركة فيه ولست واضعة بياناتي وصورتي لكي يختارني أحد فأنا كنت أريد أن أبحث أنا وأختار ولو لمرة واحدة في حياتي، دخلت أبحث عن إنسان عندما أراه أول مره أقول هذا الذي أبحث عنه طوال حياتي وبالفعل وجدته وأضفت أيميله، وتحدثت معه وجدته إنسان ملاك، لا يستحق العيش على كوكب الأرض ولكنى طبعاً كنت خاطئة، فهو رسم لي صورة وردية عن شخصيته أحببته حباً شديداً وفى هذه الفترة تقدم لخطبتي عريس وعندما أخبرته بذلك كان موقفه التجاهل لي وانقطاعه عنى، نعم لم يكن أسلوبي معه جيد في هذه الفترة، لأنني أحسست أنه يريد التسلية فقط كان يقول لي أن أي إنسان لابد أن يحبني لأنني فرصه أي إنسان نعم قال هذا الكلام والكثير و الكثير من الكلام المعسول الذي أجبرني على حبه الشديد، أنا الآن قلبي ملئ بالسواد ولا أريد التسرع والارتباط بأي شخص لأنني مجروحة وخائفة من أن أقوم بتعذيب الشخص الذي سأرتبط به لمجرد الانتقام من آخر.

وتر – egypt

ماذا تتوقعين من عالم لا يحتوي إلا علي الكذب والخداع والتمثيل، عالم الشات ومواقع الزواج حتي لو تأطرت بأطر إسلامية، وكل الناس صارت تعرف ذلك تماماً وكل الفتيات أصبحن أكثر حرصاً وزادت نسبة الوعي لديهن فلم يعد الشات بالعالم المغري الكاذب الجذاب الذي يخدع الفتاة فتضيع فيه، فقد قرأن كثيراً عن حالات الضياع التي سببها الشات لفتيات كثيرات انبهرن به و خدعهن بريقه الكاذب، وأنت يبدو أنك من السذاجة رغم معرفتك الجيدة بدينك وفروض ربك عليك فانت لم تحتاطين، كما يبدو أن لهفتك علي الحب والزواج هي ما أوقعتك في كل هذه الأخطاء، التي لم تتعلمين منها، والحقيقة أنك يبدو من رسالتك انك شديدة الرومانسية ولا تعيشين علي أرض الواقع، فنحن لم نعد في زمن فارس الأحلام الذي تراه الفتاة فتقول ها هو ذا، الاختيار الآن لم يعد قائماً علي اللهفة والشوق.

ولا يوجد الملاك الذي تتكلمين عنه والذي لا يستحق العيش علي كوكب الأرض، لكنك اكتشفت الحقيقة، ألم أقل انك غير واقعية، يا صديقتي إن ما تبحثين عنه ليس له وجود إلا في إدراكك أنت فقط، فهو مجرد خيال لن يتحول أبداً إلي واقع فلا يوجد ملائكة يعيشون علي الأرض، كما إن زمن الحب من أول نظرة قد انتهي، وصار الزواج يتم بناء علي اعتبارات وأسانيد كثيرة منها القبول والتكافؤ في كل الأحوال، كما أن الشات ومواقع الزواج، وغيرها ليست هي المواقع الآمنة التي تبحثين فيها عن زوج محترم، فرغم تذرعك بالقيم الإسلامية إلا أنك رحت تبحثين عن الشيء الصحيح في المكان الخطأ.

والمفروض أن تكون التجربة قد علمتك عدم الانسياق وراء معسول الكلام الذي صار سمة المراهقين وهواة التسلية والراغبين في تضييع الوقت، لكن الباحثين عن الزواج لا يبحثون عن العروس علي النت ولا يكون الشات مدخلاً للتعارف الصحيح أبداً لما له من سمعة سيئة تسبقه دائماً، فمواقع الشات والتعارف معروف عنها أنها مواقع تهريج وتسلية فلا أحد يعرف أحداً ، والكل يكذب علي الكل، والأفضل لك أن تعترفي بأنك أخطأت الطريق بسبب تعجلك وتسرعك ورغبتك في الحب والزواج، بدلاً من أن تغلقي قلبك علي السواد، وتفكري في عدم الارتباط أو الانتقام وهي كلها سبل فاشلة ونماذج للتفكير السلبي الذي سيؤدي بك إلي الإحباط وعدم الثقة بالنفس وعدم الثقة بالآخرين وفقدان الرغبة والحماس لكل شيء.

رغم أن الأمر أبسط مما تصورين، فمن الإنصاف أن تعترفي بالخطأ وأن تقفي مع نفسك وقفة إيجابية لتصحيح مساراتك الحياتية، وتذكري أن كثيرات مثلك وقعن في نفس الخطأ، لكنهن قاومن الإحباط والخوف وعدم الثقة وزادتهن التجارب صلابة وقوة، وأصقلت خبراتهن في الحياة، وهو ما يجب أن تتعلمينه من الدنيا، وقبل كل ذلك يجب أن تشكري ربك أن المشكلات التي مررت بها هينة وبسيطة، كما يجب أن تستخيريه في كل خطواتك، وأن تستفتي قلبك وعقلك وتستشيرين من هم أكبر منك، وفي النهاية يجب أن تعلمي أن الخير لازال موجوداً وأن ما نراه ليس إلا انعكاساً لنفوسنا فإن رأينا الشر فالشر منا، وإن رأينا الدنيا والناس بخير فنحن لا زلنا بخير، وفي النهاية فالمحن والشدائد تعلمنا الحكمة والصبر والرضا بقضاء الله وقدره

‫0 تعليق

اترك تعليقاً