زوجتي تركتني لتتزوج صديقي

خلاف
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

هذه يا سيدتي قصتي باختصار.. فساعديني ولا تتأخري في الرد.. فأنا تبدأ مأساتي بكلمة طلقني. قالتها ولم أسمعها عجز عقلي علي استيعابها.. تاهت الكلمة في فضاء حجرتنا التي طالما جمعتنا معا.. لملمت أشياء مبعثرة أمامي بحركة ميكانيكية وشرد ذهني في اللاشيء استفزتها لامبالاتي غير المقصودة فكررت الكلمة مرارا تصاعدت حدتها تدريجيا حتي وصلت إلي حد الصراخ انتبهت التقطها عقلي وسمعتها أذناي لكنها لم تفلح في ردي عن تلك الحالة من الذهول التي أغرقتني دوامتها حد الشلل. لماذا زاد السؤال من حالة العجز التي أصابتني وإن كان شريط حياتي قد بدأ يتسلل بطيئا يعيد لنفسي قدرا من التوازن، لأكتشف كم كنت معطاء كريما حنونا وكم كانت أنانية جحودا بخيلة قاسية سنوات غربتي التي ضيعتها علي طلباتها الخاصة لم أقف يوما ضد نفقاتها اللا معقولة والتي نبهتني أمي إلي تجاوزها الحدود الطبيعية لكنني لم أكترث كنت علي استعداد أن أفعل أي شئ لإسعادها. لا يهم المال فقد وهبنا الله إياه لنستمتع به شعار آمنت هي به ولقنتني إياه

كم كنت مخطئا عندما أصبحت منقادا كالأعمى وراء آرائها وأفكارها الأنانية. تلك الأنانية التي لم تنعكس فقط علي تعاملها مع مالي لكنها للأسف امتدت لتشمل كل أمور حياتي.. فلم تكن توجه أي اهتمام لرعاية أبنائي فلم ينالوا الحد الأدنى من اهتمامها ورعايتها، حتى عندما كبروا والتحقوا بالمدرسة لم تشغل بالها كثيرا بمتابعة أمورهم الدراسية أين كنت من كل هذا عشت مغيبا مخدرا مشغولا باللهاث في العمل باحثا عن أي فرصة يمكن أن تزيد من دخلي لأوفر لها رغد الحياة التي تنشدها أخطأت لم يكن مجرد خطأ بل كان الخطيئة بعينها كان علي أن أرفض هذا الوضع أثور حتي لو وصل الأمر لتهديدها بالطلاق. لكني لم أفعل. والغريب أنها التي فعلتها طلبت الطلاق.
لماذا وأدت السؤال وأبيت أن أفصح به. تركتها تخرج وكأنني علي ثقة من أنها ستعيد حساباتها لتعود نادمة.. لكنها لم تفعل علي العكس صممت علي قرارها واستجبت لها مضت شهور العدة ثقيلة بطيئة.. راودني فيها الأمل أن تعود معتذرة نادمة. لكن سرعان ما تبدد أمام المفاجأة التي حملتها لي الأيام بعد انتهاء شهور العدة والتي فسرت لي الحالة الغامضة التي بدت عليها زوجتي عندما طلبت الطلاق..? فلم تمض أيام قليلة علي العدة وعرفت أنها تزوجت كانت مفاجأة نعم لكن الأكثر منها الشخص الذي تزوجته، كان آخر ما توقعته أن تتزوج من أقرب صديق لي والذي كثيرا ما تردد علي منزلنا ولم أتوقف كثيرا عند كلمات الترحاب التي كانت تمطره بها.. لم انتبه لعبارات الإطراء التي كانت تعقب بها علي كل آرائه.. لم ألحظ نبرات صوتها المعجية التي كانت تترجمها كلماتها عقب كل زيارة له لمنزلنا. كم هو رقيق أنيق ثري آلهذا السبب لم يكن سواه ، لهثت وراء الثراء فقد كانت عبدة شرهة للمال، ووجدت في صديقي المفتاح السحري لكنوز الدنيا التي تحلم بها.. فلتذهب معه إلي الجحيم يكفيني أبنائي هي لا تستحق أن تكون زوجة لي ولا أما لأبنائي هكذا أقنعت نفسي وطردت شبح ذكراها من حياتي. وتفرغت لرعاية أبنائي.

وكانت أمي خير معين لي علي تلك المهمة لكني أشفقت عليها من كثرة الأعباء وأشفقت هي علي من الشعور بالوحدة اقترحت عليّ الزواج من أخري ترددت فقد خشيت علي أبنائي من قسوة زوجة الأب لكن أمي أشارت إليّ بإحدى جاراتي كانت أرملة لا تنجب ومعروف عنها حنانها وطيبتها? .. وتزوجتها وتبدلت حياتي معها عرفت لأول مرة معني دفء الأسرة ولمة العيلة لكن سعادتي لم تكتمل بسبب أم الأولاد التي كانت تصر بين الحين والآخر أن تفرض وجودها علينا وتملي قراراتها علينا وعلي أبنائي خاصة علي ابنتي الصغيرة التي تحاول أن تفرض عليها عريسا يمت لها بصلة قرابة فعلت ذلك بعد أن علمت أنها علي علاقة حب بريئة بأحد أقارب زوجتي كانت ملامحها بادية أمام عيوننا وكنا نشجعها بتحفظ حتى جاء الوقت المناسب لإعلانها وهو ما أثار غضب أمها ودفعها لإرغامها علي قبول العريس الذي اختارته هي ولا أدري ماذا أفعل فأنا أعيش مأساة رجل بكل معني الكلمة.. تحدتني الظروف الخارجة عن إرادتي.. فساعديني بالنصيحة.

رجل تحدته الظروف – مصر

واقرا أيضاً :

رحيل مريد البرغوثي ووزارة الثقافة الفلسطينية تنعيه

نانسي صلاح تحتفل بخطبتها في عيد الحب
تركتني وتزوجت وانا مش قادر انساها

 

أخي الفاضل سامحني إن قسوت عليك، لكنها والله قسوة الناصح الأمين، فسامحني إن قلت لك إن زوجتك ما استقوت إلا من ضعفك، وما تمردت إلا من استسلامك معها وتعاملك النبيل المؤدب الذي لا يليق بنوعية كزوجتك، فقد كان يجب أن تكون صارماً معها علي الأقل بعد أن انفصلت عنك وتزوجت من صديق عمرك، كان المفترض أن تقف معها موقفاً حاداً وصارماً ولا تسمح لها بأن تفسد عليك حياتك مرة أخري، إن لم يكن من أجلك فمن أجل أبنائك، فهي أمهم من حقها فقط أن تراهم، لكن ليس من حقها بعد أن تركتهم وفضلت عليهم رجل آخر وحياة أخري أن تتدخل في حياتهم أو تنصحهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وقد كانت هي أولي بالنصيحة، فما كان يجب عليها أن تتخلي عن أولادهاوكان يجب أن تتمسك بهم بشكل كبير، لكن إذا كان ما حدث قد حدث ولم يعد في الإمكان تصحيح أو إصلاح وذهب كل منكما في طريق واخترت أنت زوجة أخري وتزوجت هي بمن ترغب، فتبقي مشكلة الأولاد فهم من يدفعون ثمن التمزق والخلاف بينكما وثمن الخطأ سواء كان خطأك أنت أو خطؤها هي.

في النهاية مصلحة أولادك أهم بكثير من خلافات بينك وبين والدتهم، لأن منطق الحكمة والعقل يقتضي أن ننأى بأولادنا بعيداً عن خلافاتنا أياً كانت أسبابها، وحتى لو كانت أسرفت علي نفسها بطلبها الطلاق وتخليها عن أولادها فهي حرة وهذا شانها واختيارها، لكن المنطق يحتم عليك أن تعلو علي الخلافات الشخصية وتضع مصلحة أولادك نصب عينيك، وإن رأيت أن تدخلها في حياة أولادكم ضد مصلحتهما فما الذي يمنعك من حسم الموقف معها، وما الذي يجعلها تحكم التدخل في حياة أبنائها إنها لا تتدخل إلا باعتبار أن هذا هو حقها الأصيل وهي وإن كان لها حق في رؤية أولادها بحكم أنها أمهم إلا أن حق تحديد المصير ومعرفة الأنسب يرجع إليك ليس بحكم أنك الأب ولك حق القوامة فقط، ولكن لأنك الآن القائم علي أمرهم والراعي لشئونهم لأنهم يعيشون معك وأنت بهم أولي، فمن حقك أنت أن تتخذ القرار الذي فيه صالح ابنتك حتى وإن اعترضت أمها.

أخي الفاضل تصرف من منطلق أنك الأقوى، وأنك من تحب أولادك بالفعل وليس بالكلام، ولأنك عبرت عن هذا الحب فعلياً، ولم يكن حبك مجرد كلام وفارق كبير بين الفعل والكلام، فلا تتساهل إلي هذا الحد مع تدخلات مطلقتك لأنك الأقوى والأعلى، فلا تستسلم لها بهذا الشكل ولا تكن أمام تدخلاتها وتجاوزاتها بهذا الضعف، أخي الفاضل مشكلتك لا تحتاج منك أكثر من الحسم والقوة منك لتسير حياتك حسب ما ترغب وليستتب لك الأمر وتستقيم الحياة لك ولأولادك ضع خطوطاً حمراء علي حياتك وحياة أولادك، واعمل علي تسيير أمورك بالشكل الذي تراه مناسباً.

إذا كانت زوجتك حسب ما قصصت وحكيت فليس لها عليك الآن أية ولاية فلم تعد بينكما عشرة مشتركة أو رفقة عمر، فلا داعي للرثاء لنفسك واترك دور الضحية وتعامل مع المواقف بقوة وصلابة فأنت رجل لا تدع مواقف الحياة العابرة تكسرك أو تهزمك، صدقني وتعلم أن الهروب من مواجهة المشكلة ليس هو الحل بل المواجهة، لماذا لا تواجه هذه المرأة بالحقيقة وبأنه ليس من حقها التدخل في حياة أبنائها، لماذا لا تشرح لها أن الحق الوحيد الذي تملكه هو أن تري أولادها فيما عدا ذلك فليس لها أي حق، ومن حقائق الحياة أيضاً أن أولادنا من حقهم أن يختاروا حياتهم ما يرون أنه سيحقق لهم وعلينا فقط النصيحة فإن امتثلوا لها وعملوا بها فقد ربحوا السعادة وإن لم يمتثلوا فاختيارهم وحريتهم، وحقهم في أن يخوضوا تجارب الحياة ويتعلموا، هذا هو ما يجب أن تفهمه أنت كأب وتشرحه بطريقتك للأم، إذن المشكلة ليست مشكلة بقدر ما هي تحديد لطريقة التعامل ووضع أطر لما تجب أن تكون عليه العلاقة بين أولادك وأمهم في إطار من الجدية والاحترام. فتقنين العلاقات في ظروفك تلك خير وسيلة لضمان عدم التصادم وتحاشي الخلافات التي قد تنشا أو تولد نتيجة اختلاف وجهات النظر والرؤى الخاصة بمستقبل الأولاد.

عواطف عبد الحميد 
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية

واقرا ايضا :

تركتني وتزوجت وانا مش قادر انساها

زوجتي تركتني لتتزوج صديقي

نصائح لتحفيز الذات والتخلص من الأفكار السلبية

‫0 تعليق

اترك تعليقاً