خجلي سبب فشلي وحيرتي.. أنا أستحق العقاب

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أنا شاب 22 عام ليسانس، وفاشل اجتماعياً حتى مع إخوتي وأمي التي لا تتحدث معي ولا تهتم أن تعرف عنى شيئاً أبداً لا مشاكلي ولا ما يسعدني مما وضعني بعيد عن جميع البشر ورغم شبابي إلا أنى خجول ومنطوي ولا أستطيع أن أنظر في وجه أحد، وحتى في طفولتي لم ألعب أبداً ولم أختلط بأحد وفي الجامعة كذلك كنت بعيداً عن البنات والأولاد نادر التحدث معهم حتى يأس الجميع من الاقتراب منى ومن لم ييأس لا أذهب إليه أو أحادثه حتى يطلب منى ذلك أو ينادى عليا، لم تكن هنا المشكلة فحتى بعد التخرج لم أهتم بوحدتي فأنا وحيد مع نفسي طول الوقت وأكتب قصص وأعيش مع أنا وأنا وأنا.

إلى أن رأيت فتاة وانهرت أمامها لأول مرة وأحببتها بجنون ووجدت نفسي اقترب منها وأقتحم حياتها وأحبتني هي وأقسم أنى لم أسلم حتى الآن عليها أو أحادثها بشكل حرام أو ينقص من أدبها فهي متدينة جداً وأنا أيضاً لم أواظب على الصلاة إلا بعدما تعرفت عليها لكن الوقت طال وأحلامي الوردية بالعمل والمال الوفير والزواج تحطمت على صخرة الواقع فوجدت نفسي دون أدنى مال لخطبتها وعندها أدركت القول القائل (لما انتوا مش قد الجواز بتحبوا ليه) ووجدت نفسي استنزف سمعتها بمقابلتها في الجامعة مع أننا لا نكون وحدنا وأشهر بها وأنا أرى مركبي تغرق في الفشل فكرت كثيراً أن أجعلها تكرهني حتى تطردني من حياتها ولم أستطع أن أخونها لم أقدر فهي روحي التي أعطتني الحياة والاهتمام الذي لم أعهده من بشر وأرتني الجنة على الأرض لكن كفى ظلما لها كفى أن تتحمل أخطائي وفشلي في الحصول على متطلبات الزواج مع أنها لم تبدى أي شكوى خصوصاً أنها مازالت في السنة الأولى في الجامعة لكنى لا أتحمل إيذائها أمام الناس وتعريض صورتها أمام عائلتها للتشويه وتعريض سمعتها للقيل والقال أرجوكم ساعدوني في إنهاء هذه العلاقة التي تقتل أغلى ما عندي دون أن أذيقها مرارة الفراق فهذا كله خطأي أنا من اقتحم حياتها و وجب عليا العقاب.

أحمد – مصر

واقرأ ايضاً :
بحب شخصيتها بس مش حابب شكلها
مخطوبة لمتزوج اكبر مني ب 20 سنة ..أنا ضايعة
اتخطبت 4 مرات وفسخت ..خايفة أعيش حياة تعيسة !!

أهلاً بك، لماذا كل هذا اليأس والمرارة التي تتحدث بها هل انقلبت الدنيا أو قامت القيامة؟ هل كل ذلك لأنك خجول ولا تعرف كيف تتعامل مع الناس إن كانت هذه هي المشكلة الوحيدة فلها ألف ألف حل، المهم أن تدرك أنها مشكلة يجب حلها، فبعدك عن إخوتك وعن الناس ليس حلاً أنا أعرف أنه ليس خطأك وأن أهلك يتحملون الجزء الأكبر من الخطأ، لكنك الآن إنسان ناضج ومسئول عن أفعالك وتصرفاتك، فكن علي قدر هذه المسئولية، أنت لست فاشلاً لأن الخجل لا يعني الفشل، فأنت شاب في مقتبل العمر وخريج جامعة وفي انتظارك مستقبل مرموق شرط أن تخطط له، ولك أهل وإخوة وبيت وعائلة وإنسانة تحبها، أليس كل ذلك من قبيل نعم الله عليك وعطاياه لك، إنك تظلم نفسك وتبخسها حقها بحبسها في بوتقة الفشل رغم أنك لست فاشل، فليس معني أنك لا تملك المال اللازم للزواج أن تكون فاشل فهناك ألاف الشباب بدئوا من تحت الصفر وصاروا الآن من العظماء في مجالهم، كل هؤلاء لم يكونوا يملكون من الدنيا سوي الحلم والطموح والأمل و الإرادة، تلك كانت أدواتهم لقهر المستحيل والتغلب علي كافة الصعاب، وأنت يا ولدي ما الذي ينقصك لتبقي أفضل مما أنت فيه وتتفوق علي نفسك وتصبح مثل المتفوقين الناجحين؟ لا شيء سوي الإرادة والعزيمة قال تعالي”وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “(105

)
لقد حثنا الله سبحانه وتعالي علي العمل والسعي وفي موضع آخر من القرآن الكريم يقول سبحانه “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ “(15)

، اين أنت من هذه الآيات وأين أنت من السعي في الأرض وبذل الجهد.
هل تذكر قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
لا تجلس في بيتك تندب حظك وتنتظر أن يطرق الحظ السعيد بابك، إن المجتهد هو من يصنع حظه بيديه بعمله وكده، ولا ينتظر أن يطرق الحظ بابه فالحظ لا يطرق باب الخاملين الغافلين بل يسعي خلف الجادين المجتهدين المؤمنين بقيمة الحياة، هل تعرف المصباح الكهربائي؟ هل تعرف مخترعه إن مخترعه هو توماس إديسون، الذي يقول عنه د. ابراهيم الفقي في كتابه ” أيثظ قدراتك واصنع مستقبلك ” إن إديسون فشل 9999 مرة قبل أن يخترع المصباح، وحين قيل له لقد فشلت 9999 مرة كان يقول لا بل اكتشفت 9999 طريقة لاختراع المصباح.
وأنت ما هي الطرق التي تمتلكها لتخطط لمستقبلك في الحياة، إنك تجلس حبيس الجدران ثم تقول أنا فاشل هل جربت العمل والنجاح، يا بني إنك في حاجة للتغيير الشامل التغيير من داخلك تغيير أفكارك وإدراكك ومعرفتك لقيمة نفسك ومواهبك، وتحديد رؤية واضحة وخطة طموحة لمستقبلك، أنت في حاجة للإيمان بنفسك وبقدراتك ثم الإيمان العميق بالله عز وجل الذي لم يخلقك ليعذبك لكنه خلقك للسعي والاجتهاد ونيل نصيبك من الدنيا، هناك مثل انجليزي يقول ” لا تفكر في شيء ولا تفعل أي شيء فلن تحصل علي شيء ولن تصبح شيئاً “.

أخيراً ولدي العزيز احذر سارقي الأحلام الإحباط والتشاؤم، واحذر ألد أعدائك نفسك التي تصور لك عدم قدرتك علي فعل أي شيء، خذ بالأسباب وتوكل علي الله، واجتهد وضع أهدافك نصب عينيك، وثق أن الله سبحانه وتعالي يجزي المجتهدين، وحين تحقق كل أهدافك ستعرف أنك تستحق بجدارة أن تفوز بفتاتك وأنك أهل للارتباط بها أو بغيرها المهم هو أن تبدأ من الآن ولا تضيع الوقت في الإحباط فأنت لست فاشلاً، إنما أنت شاب علي أعتاب المستقبل ينتظرك غد جميل مشرق، فتمسك بحقك في الحب والحياة والنجاح ولا تدع أي شيء يهزمك.

عواطف عبد الحميد
مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية 

واقرأ ايضاً :
رحيل زوجي المفاجيء كسرني ..أعمل إيه
بحب شخصيتها بس مش حابب شكلها
خطيبي اللي محبووش عاوزني اسيب دراستي

‫0 تعليق

اترك تعليقاً