أنا طالبة في السنة النهائية بإحدي الكليات العلمية والحمد لله أنا متفوقة جدا بالرغم من ظروفي الصعبة(أسرية وعائلية) ولكن بفضل الله كنت أتحداها، كان يتقدم لي الكثيرون من داخل الكلية وخارجها زملاء وخريجين ومنهم المناسب وغير المناسب ولكني لم أجد بعد من يفهمني، وفي نهاية السنة الأخيرة تقدم لي أحد زملائي (لم أكلمه قبلها أبداً) ولكني وعدته بالتفكير والرد ثم طلبت منه أن يؤجل الموضوع قليلاً لأن الامتحانات كانت قد قربت، ولا أريد أن أشغل نفسي ولكنه عاد وأخبرني أنه متوتر ويريد علي الأقل أن يعلم ردي فأخبرته أن يدعني أفكر.
لم أكن أعرفه جيداً ولكنه جاء من الباب ، استخرت الله وتوكلت عليه سبحانه ،ثم رددت عليه بالموافقة مؤقتاً حتى يرجع والدي من السفر لكي يخاطبه، بعد فترة أصبح يكلمني بشكل متواصل اقتنعت به وبشخصيته (لأني وعدت نفسي عندما أتزوج أن أختار بعقلي أولاً ثم أفسح المجال لقلبي حتى لا أعاني) وبدافع اقتناعي به أحببته جدا في فترة قصيرة لأنه يفهمني جيداً ويحس بي قبل أن أحس أنا، كان يحبني جداً وأنا أيضاً أصبحت أحبه أكثر في فترة شهرين (خلال الامتحانات النهائية) فانتظرنا ظهور النتيجة حتى يكلم والدي وأهلي كانوا طبعا علي علم منذ البداية (أحسست بأني اخترت الإنسان المناسب) ولكن كانت هناك مشكلة فأنا أسكن ببلد تبعد حوالي الساعة والنصف عن مكان سكنه، وعنده شقته في بلده، وكانت أمه ترفض تماماً أن يتركها (هو الكبير) مع أن ابنتها تسكن معها. وحدث مشاكل عديدة مع أني أبي كان موافق عليه ولكن اختلفوا عالسكن (تم توظيفي بالكلية في هذه الفترة وأصبح من الصعب أن أترك بلدي) ولكنهم كانوا مصممين بطريقة غريبة.
ثم اتفقنا علي حل أن يبقي معي ونزورهم دائماً أيام معينة كل أسبوع، ثم اختلفوا من جديد علي فرش الشقتين(الكلام ده عندنا لازم قبل الخطوبة) وحدثت مشاكل مرة أخري. حسيت ان الموضوع خلاص ربنا مش كاتبه ولازم اوقفه بس هو قالي لا “خليكي معايا للآخر “ولم أرضي أن أتركه ولكني كنت أخاف من أهله لأنه يحبهم كثيرا وخايفة انه يسبني عشان ما يزعلهمش فسألته فقال لي إن ده مش هيحصل أبدا بس اوعديني انك مش هتسيبيني (مع انه تقدم لي آخرين في هذه الفترة ولكني رفضت) بعد وعدي له بيومين اتصل واخبرني ان ابوه خطب له فانهرت ولم اتحمل ولم اعرف ما العمل؟ وكان مستسلم للوضع بحجة انه بيرضي أهله وان هو زعلهم كتير.
حسيت ساعتها ان كل حاجة بتنهدم حوالي وهو يقولي سامحيني غصب عني والكلام ده، كلمت والدي وأنا أبكي فوافق علي انتقالي للسكن معهم لأنه شايفني زعلانه 0مع اني هتعب عشان الشغل). اخبرته بذلك ولكنه قال ان اهله اتكلموا عشان يخطبوا خلاص وهو اتكلم معاهم ومش ممكن يحرج أهله، قلت له أنا عملت اللي عليا خلاص وعشان متقولش أن أهلي هما اللي رافضين وأنا موجودة لسه لو طلبت مني حاجة وأنا ماسكة دموعي.
فضلت منهارة زعلانة علي نفسي (حسيت بالاهانة وانا الحمد لله احسن من كده) بس انا حبت اعمل بأصلي. كلمني بالليل وقالي انا قفلت الموضوع كلمي باباكي بقي عشان نتخطب، طبعا عادي مبقتش فرحانة او حاسة اني مبسوطة بعد ماسابني بالبساطة دي حتي لو غصب عنه وكمان يخطب وهو بيكلمني لسه، اعتذر لي اووي وقالي انا بحب والدي وعايز أرضيه، بس مقدرتش اسيبك (بس انا حاسة لو بابايا مكنش وافق علي سكني في بلده) كان خطب وكمل ، انا لسه بحبه بس مش قادرة أسامحه وحاسة أني لو وافقته تاني يبقي أنا خسرت مش كسبت لأنه باعني في لحظة ما كنت محتاجه وأنا برده وقفت جنبه، مش عارفة اكمل مع اني عارفة ان والدي هيزعل مني بس هو بيعمل كده عشان يرضيني، مع العلم ان الانسان ده عمل عشاني كتير واستحمل اووي بجد تعب معايا بس مش قادرة انسي اللحظة اللي سابني فيها، مش عارفة أكمل معاه ولا لأ؟وهو يستاهل ولا لأ؟
ن – ا / مصر
واقرأ أيضاً :
خيانتها طعنتني بسكين بارد .. هل أطلقها ؟
خناقاتهم مش بتخلص ..ابي وأمي سبب نكدي
متجوز اتنين بس مش مبسوط بفكر أطلق واحدة منهن !!
أهلاً بك صديقتي، أقدر مشاعرك وأتعاطف مع ما تشعرين به تماماً، وأشعر أيضاً بالجرح الذي يدمي قلبك، واستشعارك بالغدر من قبل من سلمت له قلبك، وأمنته علي مستقبلك لكنه فجأة وتحت ضغوط عائلته تخلي عنك ورضخ لرغبتهم، لكن ما يحسب له أنه لم يستسلم طويلاً، ولم يستمر وعاد إليك يطلب الود والصفح.
أنا أعلم أنك افتقدت معه الإحساس بالأمان حين تخلي عنك دون سابق إنذار
لكن حبيبيتي نحن نتعامل مع بشر ولا نتعامل مع ملائكة لا يخطئون، فالإنسان يخطئ وخطأ الإنسان ليس نهاية الكون، خاصة إذا لم يستمر علي الخطأ وأسرع في تصحيحه وندم عليه وهو ما فعله خطيبك فقد أخطأ، لكنه ما فعله لبس بالذنب الذي لا يغتفر، وأظن أن عودته إليك هي أكبر دليل علي سلامة نيته وعلي رغبته الأكيدة في التكفير عما لحق بك نتيجة استسلامه لرغبة والده.
فحتي لو كان أخطأ وخطأ جسيم فالحقيقة التي لابد من الإقرار بها والاعتراف بها ومواجهتها هي أنه جاءك معتذراً طالباً العفر والسماح يأمل في ان تعوضه الأقدار عما لقي، حين قرر الابتعاد عنك.
أنا أعرف أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وأن جرحه الغائر في قلبك قد يمنعك من أن تغفري له، لكنني أقول لك دعي الأيام تداوي الجروح والزمن كفيل بإزالة أي فجوة بينكما وإزاحة أي غصة علقت في قلبك، ويبقي لدي خطيبك إثبات حسن النوايا والتمسك بك للنهاية، وتذكري قول الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه ” ومن ذا الذي لا يكون فيه شيء؟” أي من البشر المنزه عن كل نقص أو عيب.
فلا ترفعي راية الاستسلام من الجولة الأولي فأنت لا زلت تحبينه حسب قولك، والحب يعني التسامح والغفران، ويعني العطاء والصفح و التشبث بالأمل والتمسك بغد أفضل رغم العواصف والأنواء، والتماس العذر للطرف الآخر وتقدير ظروفه ” التمس لأخيك المؤمن سبعين عذراً “، ولعل خطيبك يكون قد تعلم الدرس جيداً، ولعك انت ايضاً تتعلمين القدرة علي العفو والصفح والتمسك بفرص السعادة وتحقيق الاستقرار.
كفي عن لوم خطيبك ولوم نفسك وابدأي في اقتناص فرص السعادة، فقد قدر الله وما شاء فعل، والخير كل الخير يكون في قدر الله الذي لا يأتي بشرِ أبداً، تذكري أن الخيرة فيما اختاره الله، وعسي أن تكرهوا شيئاً.
فكري جيداً في الموضوع كله منذ بدايته، ثم اسألي نفسك هل أنت قادرة علي إكمال المسيرة والمضي قدماً في طريق الزواج، أم أن الأفضل لك أن تنسحبي بهدوء وترفضي لأنه لا يستحق، او انك غير قادرة علي الصفح، رغم اعترافك بمزاياه الكثيرة وبالتضحيات الكبيرة التي قدمها من أجلك ورغم تأكيدك علي أنك تحبينه.
أعتقد أن كل هذه الأمور تحتاج منك المزيد من الوقت والتفكير، امنحي نفسك الوقت الكافي للتفكير في كل ما سبق بهدوء، ولا تقرري أي شيء إلا بعد أن تكون نفسك قد هدأت وتخلصت من نوبة الغضب التي أنت عليها، وتبينت الرشد من الغي وأنت علي بصيرة، وبعدها سيكون القرار صائباً بإذن الله، اسأل الله لك التوفيق والهدي.
عواطف عبد الحميد
مسشتارة العلاقات الأسرية والاجتماعية
واقرأ أيضاً :
إخوتي بيستغلوني كل فلوسي بصرفها عليهم !!
بحب واحد تاني لأن زوجي مش فارس أحلامي !!
أنوي الزواج بواحدة أكبر مني .. هل فيها مشكلة ؟